
إن الأسنان المفقودة لا تؤثر فقط على جمالية الابتسامة، بل يمكن أن تسبب مشاكل جدية تؤثر على الحياة اليومية أيضًا. من أكثر التأثيرات شيوعًا لغياب الأسنان اضطرابات في وظيفة المضغ، تغيّر عادات التغذية، وصعوبات في الكلام. بالإضافة إلى ذلك، مع مرور الوقت قد يحدث تآكل في عظم الفك، مما يؤثر سلبًا على جمالية الوجه وصحة الفم.
لقد طورت طب الأسنان الحديث طرقًا متقدمة لتقديم حلول دائمة وفعّالة لهذه المشاكل، ومن أبرزها علاج زراعة الأسنان. حيث توفر الزرعات، باستخدام مسامير التيتانيوم المزروعة في عظم الفك، استكمال الأسنان المفقودة بشكل طبيعي من الناحيتين الجمالية والوظيفية. توفر الزرعات مظهرًا وإحساسًا قريبًا جدًا من الأسنان الطبيعية، مما يساعد المرضى على ممارسة حياتهم اليومية براحة ويزيد من ثقتهم بأنفسهم.
اليوم، أصبح علاج الزراعة طريقة آمنة يمكن تطبيقها ليس فقط على حالات فقدان سن واحد، بل حتى عند فقدان عدة أسنان أو لدى المرضى عديمي الأسنان تمامًا. يتم تخطيط العلاج حسب كل حالة، مع مراعاة بنية العظم، صحة الفم، ونمط حياة المريض، لاختيار أنسب الزرعات والحلول التعويضية. وهكذا يتم الحصول على نتائج طويلة الأمد وجمالية مرضية.
الهدف الأساسي من علاج الزراعة هو وضع جذور صناعية مكان الأسنان المفقودة لتركيب الأسنان التعويضية عليها. تصنع هذه الجذور عادة من التيتانيوم أو مواد خاصة متوافقة حيويًا وتندمج مع عظم الفك لتعمل كجذر طبيعي. بذلك يتم استعادة التأثير الجمالي للأسنان المفقودة واستعادة وظائف المضغ والكلام.
أكبر ميزة للزرعات مقارنة بالطرق التعويضية التقليدية هي دعمها من عظم الفك ومنع فقدان العظم. هذه الخاصية تساعد على الحفاظ على ملامح الوجه وبنية الفك صحية على المدى الطويل. باختصار، علاج الزراعة لا يكتفي بتعويض الأسنان المفقودة، بل يحمي صحة الفم والوجه بشكل شامل ويعد حلاً آمنًا ودائمًا.

يعد علاج الزراعة مناسبًا بشكل عام لكل من يتمتع بصحة جيدة للفم والجسم. ومع ذلك، قد تتطلب بعض الحالات تخطيطًا وتنفيذًا أكثر دقة.
على سبيل المثال، في المرضى الذين لا يتمتعون بسُمك أو كثافة كافية لعظم الفك، قد يتم إجراء تطبيقات إضافية مثل ترقيع العظم (augmentasyon) لضمان تثبيت الزرعة بشكل صحي. يجب على المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة—مثل السكري أو مشاكل القلب—الحصول على موافقة طبيبهم قبل الزراعة. كما أن التدخين والنظافة الفموية من العوامل المهمة التي تؤثر مباشرة على نجاح الزرعات.
يبدأ كل علاج بفحص دقيق لكل مريض. يتم تقييم حالة عظم الفك بعناية من خلال الأشعة البانورامية وإذا لزم الأمر التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد. هذه المرحلة خطوة حاسمة لضمان تثبيت الزرعة بشكل صحي وطويل الأمد، وبذلك يمكن للمريض البدء في علاج الزراعة بثقة وفق خطة مخصصة له.
المظهر الطبيعي والوظيفة: توفر الزرعات انسجامًا مع عظم الفك واللثة، مما يسمح للتركيبات المثبتة عليها بتقديم ابتسامة طبيعية من حيث الجمال والوظيفة. بهذا يصبح كل من ابتسامتك وأداء المضغ طبيعيًا تمامًا.
حماية العظم: يمكن أن يؤدي فقدان الأسنان مع الوقت إلى تآكل عظم الفك. تقوم الزرعات بتحفيز النسيج العظمي باستمرار وتمنع هذا الفقد، مما يساعد على الحفاظ على شكل الوجه.
الراحة والأمان: على عكس التركيبات المتحركة، تتمتع الزرعات ببنية ثابتة. توفر تجربة آمنة ومريحة دائمًا أثناء التحدث، الأكل أو الابتسام.
حل طويل الأمد: مع الصيانة والمتابعة المنتظمة، يمكن استخدام الزرعات لسنوات عديدة، وحتى مدى الحياة بدون مشاكل، مما يجعلها حلاً دائمًا.
عدم التأثير على الأسنان المجاورة: على عكس الجسور التي تتطلب إزالة جزء من الأسنان المجاورة السليمة، تدعم الزرعة نفسها بالكامل دون الإضرار بالأسنان الأخرى.

يتألف علاج الزراعة من عدة مراحل مخطط لها بعناية، مع التركيز دائمًا على راحة وأمان المريض في كل خطوة. يبدأ العلاج بفحص دقيق وتخطيط مفصل؛ يقوم طبيب الأسنان بتقييم منطقة الأسنان المفقودة، كثافة عظم الفك وصحة اللثة، وإذا لزم الأمر يتم تحليل بنية العظم بواسطة الأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد لتحديد حجم الزرعة وقطرها وموقعها. بعد ذلك، يتم إجراء العملية الجراحية تحت التخدير الموضعي؛ تُزرع الزرعة في عظم الفك، وبفضل التقنيات الحديثة عادةً ما تستغرق العملية 30–60 دقيقة مع شعور منخفض بالألم.
عملية الاندماج العظمي (Osseointegration) هي الفترة التي يندمج فيها الغرس (الزرعة) بأمان مع عظم الفك، وعادةً ما تستغرق من 2 إلى 6 أشهر، وخلال هذه الفترة يثبت الغرس بقوة في العظم. بعد اكتمال الاندماج العظمي، يتم وضع التاج أو الجسر أو الطقم الكامل المخصص لكل مريض على الغرس؛ ويتم تصميم التعويض بما يتوافق مع بنية الأسنان الطبيعية والابتسامة، مما يوفر حلاً طويل الأمد ومريحًا من الناحيتين الجمالية والوظيفية.
نعم، يمكن لمرضى السكري إجراء زراعة الأسنان إذا توفرت الشروط المناسبة، ولكن يتطلب الأمر بعض الاحتياطات والتخطيط الإضافي. عادةً ما يُعتبر تطبيق الزرعات آمنًا لدى المرضى الذين لديهم مرض السكري تحت السيطرة، مع ضرورة الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم والحفاظ على نظافة الفم الجيدة. قبل العلاج، يقوم طبيب الأسنان بتقييم الحالة الصحية العامة للمريض ومستوى التحكم بالسكري، ويُنسق عند الحاجة مع الطبيب المعالج.
نظرًا لأن عملية الشفاء قد تكون أطول قليلاً لدى مرضى السكري، يتم متابعة التثبيت في العظم بعناية ويتم تعزيز فرص النجاح من خلال الفحوصات والمتابعات المنتظمة. بهذه الطريقة، يمكن لمرضى السكري أيضًا الحصول على ابتسامة صحية وجمالية.
تتغير أسعار زراعة الأسنان حسب نوع الغرس المستخدم، نطاق الإجراء، حالة عظم الفك للمريض، واحتياجات العلاج الإضافية. بما أن العلاج يُخطط خصيصًا لكل مريض، يمكن تحديد السعر الدقيق فقط بعد الفحص والتقييم. تشمل تكلفة زراعة الأسنان جميع المراحل، وليس فقط تكلفة المواد، بل تشمل العملية الجراحية، تركيب التعويضات (التاج أو الجسر)، والمتابعات الدورية.
عيادة أورجن الخاصة لطب الفم والأسنان